Sports

ابودهم الغيثي >> زيد الشامي

من أجل مستقبل آمن ومزدهر - لنا وأولادنا والأحفاد - لابد من التخلص من أخطاء الماضي، واعتبار ما حدث دروسا نعمل على عدم تكرارها، وإذا كان الظلم والاستبداد والإقصاء والاستئثار من أهم الأسباب التي أدت إلى الأزمات والاحتقانات وانتهت بانفجار الثورات، فإن التواضع والتعايش والقبول بالآخر ينبغي أن يكون عنوان المرحلة القادمة.
إن تجارب التعامل القائمة على افتراض الخير المحض في النفس والشر المحض في الآخر يجعل مغادرة هذا الأسلوب مسؤولية جميع الأحزاب والقوى السياسية، الذين يتوقع منهم العمل لبناء جسور الثقة وتغليب لغة التفاهم والحوار، واعتبار استخدام العنف والقوة دليل ضعف ونقص، ومؤشر على عجز تقديم الحجج والبراهين القادرة على الإقناع، وقصور في تقديم برامج البناء التي لن تقوم إلا بتكاتف الجهود وحشد كل الطاقات.
من حق أي توجه سياسي أن يعتز بما لديه من أفكار ورؤى وبرامج وأن يدافع عنها، ولكنه بحاجة لترك مساحة تجمعه مع شركائه في الوطن، وأخرى لحسن الظن بالآخرين وعدم الانتقاص من أطروحاتهم، أو التشكيك في إخلاصهم وحبهم لوطنهم وشعبهم، وسنجد أن حيز الاختلاف سيضيق من يوم لآخر، وأن ما يجمعنا أكثر مما يفرقنا وأن الوطن لا يستغني عن كل أبنائه الذين عليهم أن يسيروا نحو الاتفاق على الوسائل التي تضمن العدالة والمساواة، وتحافظ على الحريات والحقوق، وتحقق التداول السلمي للسلطة بدون عنف أو أثرة أو إقصاء.
لقد مضى على القوى السياسية والفكرية الفاعلة في عالمنا العربي والإسلامي حين من الدهر، تغلب عندها الشك في الآخر على اليقين، والاتهام على الإنصاف، وافتراض سوء الطوية في المنافس على حسن الظن، غرقت في القليل المختلف فيه، وتناست الكثير المتفق عليه، فحلت العداوة والبغضاء بدلا عن المحبة والإخاء، وخسرت أمتنا كثيرا وتخلفت طويلا، وانشغلت بالصراع وأنفقت عليه الموارد والجهود والأوقات، ولعلها تدرك اليوم أنها ستضع نفسها في مؤخرة الركب إذا استسلمت لبواعث الكراهية ودواعي الانتقام، ولم تبتعد عن ادعاء طهارة الذات وتجريم الغير، وإذا لم تغادر ذات الطريق الذي أوصلنا إلى وهدة الضعف والتخلف، وذهاب القوة والهيبة!
وإذا كان الشباب العربي اليوم قد استطاع أن يتقدم الصفوف ويقطع المراحل متجاوزا المحاذير والمخاوف، فلابد من التقاط اللحظة التاريخية الفارقة، والسير نحو المستقبل بنفسية جديدة متفائلة متعاونة، تفترض قدرا كبيرا من حسن النوايا في الآخرين، وتعترف بجهود وتضحيات الغير، وتؤمن بأن القصور وارد عند كل بني آدم وأنه غير مبرأ من الخطأ، وتبتعد عن الاعتقاد (بمطلق ملائكية الذات وكامل شيطنة الآخر)، فالجميع شركاء في البحث عن الحقيقة، ومن حقهم أن يعيشوا بحرية، ويتمتعوا بحقوقهم دون انتقاص، وأن يشاركوا في السلطة والثروة، وبهذا سيتركون الصراع الذي لا طائل تحته، وسينشغلون بالمفيد الذي يبني الأوطان، ولاسيما أن المقدسات التي يؤمنون بها متفق عليها بينهم جميعا، وتبقى الاجتهادات البشرية ميدان واسع للتسابق والتنافس المحمود الذي يرتقي بالإنسان ويخدم الأوطان.
قرارات رئيس الجمهورية عبدربه منصور في استكمال هيكلة الجيش نزلت بردا وسلاما على نفوس اليمنيين، وجاءت والجميع قد تهيأ لاستقبالها، فالتغيير سنة الله في الحياة، ومن يقف في طريقه يغالب الأقدار، والتعامل بإيجابية مع الواقع أفضل من البكاء على الماضي، وحين نمضي إلى المستقبل بتفاؤل وتعاون وثقة فإن الخير والسعادة والاستقرار ستصل إلى الجميع بمن فيهم أولئك الذين شملهم التغيير ..

Zaid.Ashami @ yahoo.com

1 التعليقات:

Unknown يقول...

السلام عليكم ورحمةالله.
شكرا جزيلا grouper yohom على هذه المقاله الاكثر من رائعه .
الوطن يتسع للجميع ! والوحده اليمنيه لايمكن ان تتزعزع مادام وان الشعب هو الاول من حققها بعد قدرة الله سبحانه وتعالى.